الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

الجينات الوراثية‏..‏ تحدد المهنة‏!‏

إلي أي مدي تتدخل الجينات الوراثية في ميول بعض الأبناء لامتهانهم نفس مهنة آبائهم؟ وكيف يمكن اكتشاف هذه الميول مبكرا؟‏.. وما هي العوامل التي تساعد علي نموه؟.. تساؤلات طرحناها ويجيب عليها المختصون:
في البداية يوضح د.محمد الصاوي أستاذ بقسم الأطفال ووحدة الوراثة بطب عين شمس قائلا: ان عددا كبيرا من الصفات الطبيعية الموجودة في الإنسان تعتمد علي استعداد جيني, وينمي هذا الاستعداد الجيني العوامل البيئية المحيطة إما بالسلب أو بالإيجاب, وقد أدركوا أهمية ذلك في اليابان, ولذا تأخذ الأم الحامل بمجرد حملها إجازة مدفوعة الأجر من قبل الدولة ويتم إسماع الجنين داخل بطن الأم بعض الموسيقي المعينة لرفع قدراته الإدراكية.. وهذا يؤكد أهمية العوامل البيئية لتنمية قدرات الطفل الفطرية نتيجة الجين الوراثي, ولابد أن تكون هذه العوامل إيجابية محفزة للقدرات الكامنة بداخله وتجعله يحب هذه المهنة أو تلك.. ومن هنا يجب علي كل اثنين مقبلين علي الزواج بجانب ما يقومان به من فحص راغبي الزواج أن يحصلا علي دورات تدريبية لتأهيلهما لتكوين بيئة صالحة لطفلهما يكتشفان من خلالها قدراته الفطرية مبكرا ويعملان علي تنميتها بشكل صحيح.
ويؤكد أيضا د.يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بطب قصر العيني ان الاستعداد الجيني يقربه ويؤكده التفاعل مع البيئة والظروف المعيشية والمعلومات التي يتلقاها الطفل ممن حوله, فبدءا من ست سنوات حتي المراهقة او البلوغ يستطيع الطفل أن يستفيد من البيئة حوله من خلال إمداده بالثقافة العامة والمعلومات والأدوات والآلات المستخدمة للمهن المختلفة, فالأب الطبيب عندما يستعمل السماعة أمام طفله يحاول الطفل هنا ان يقلده, فالأدوات المهنية نفسها ترسخ لديه هذا الميل لمهنة والده.. ولكن في حالة إذا لم يهتم الآباء بهذه الميول والاستعداد الجيني من البداية فقد يتلاشي وينتهي. ويري د. رشاد عبد اللطيف استاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية ونائب رئيس جامعة حلوان ان الوسط الاجتماعي والوسط التفاعلي هما اللذان يمثلان جزءا كبيرا من الجينات الخاصة بالطفل وليس الجينات الوراثية هي الأساس في امتهان الأبناء مهنة الآباء, ولكي ننمي هذه الميول فلابد من الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية للطفل من خلال التعاون بين الأب والأم من خلال عدم التفرقة فيالمعاملة بين الأبناء مع إتاحة مناخ اجتماعي مناسب بعيدا عن المشاحنات والمشاجرات, وأن يدخل الطفل في تفاعلات وتجارب مع الآخر لإبراز شخصيته وكذلك عدم السيطرة والتحكم في اتجاهات الأطفال حتي لا يصير طفلا سلبيا وقد يؤدي هذا التحكم الي عدم ظهور مواهب الطفل والقدرات التي يتميز بها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق