الجمعة، 21 أكتوبر 2011

هيئي طفلك قبل سفرك

لن أنسي الأيام التي مرت علي عندما كنت في سن السادسة وتركتني أمي مع اخوتي عند خالتنا‏,‏ وعندما استيقظت وسألت عن والدتي ووالدي كانت الاجابة أنهما سافرا لأداء الحج‏
.. صحيح أنني وجدت كل رعاية من أقاربي الإ انني افتقدتهما بشدة, وكانت مخاوفي شديدة من ألا يعودا خاصة أنهما سافرا دون وداعي.. واليوم استعد للسفر لأداء الحج مع زوجي وسوف اترك أولادي لأختي والخوف كله ان أتركهم للمخاوف التي مررت بها.. هذه الرسالة من أم طلبت النصيحة من صفحة المرأة.. توجهنا بدورنا إلي د. هبة عيسوي استاذ الطب النفسي كلية طب جامعة عين شمس نسألها عما يجب أن تفعله كل أم قبل سفرها للحج حتي تترك اطفالها دون تراكمات نفسية فقالت:إن مخاوف فقدان الأم تبقي طويلا مختزنة في ذهن كل انسان مر بها في مرحلة الطفولة ولا تمحي من الذاكرة بسهولة فجميعنا مثلا يحتفظ بذكري أول يوم في المدرسة او الحضانة عندما انفصل عن أمه لأول مرة وتبقي هذه الذكري ربما لآخر العمر, فعلي الأم التي تستعد للسفر وأطفالها- صغار- ان تعي هذا الأمر. واليك تقدم د. هبة عيسوي مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها قبل استعدادك للسفر الي الحج لتجنبي طفلك اية معاناة:
> بداية يجب علي الأم اخطار الطفل بسفرها, وعدم الاختفاء من أمامه فجأة وتشرح له ان الحج فريضة علي كل مسلم مادام يستطيعها ويجب علي الأم أن تعي انه مهما يكن طفلها صغيرا في السن فسوف يدرك تماما ما تقوله له وفي نفس الوقت إذا كان الطفل في سن المدرسة عليها أن تعلمه الاعتماد علي النفس ولو بأشياء بسيطة مناسبة لسنه كأن يقوم بخلع ملابسه بمفرده وتعليقها وارتداء حذاءه بنفسه حتي لا يعتمد علي الغيرفي كل شئ أثناء غيابها فيشعر بالنقص أوالحرج.
> يجب علي الأم إيجاد البديل المناسب سواء من الأقارب أو الاستعانة بالمستخدمة التي اعتادها الطفل علي ان يكون البديل شخصية مقبولة ومحببة منه واذا أمكن أن ينتقل من توكل اليه المسؤلية الي سكن الطفل وليس العكس فهذا مفضل لأنه يشعرهم بالأمان وعدم الانفصال الكلي عن حياتهم المعهودة.
> من الأخطاء التي ترتكبها كثير من الأمهات نقل مخاوفها الشخصية الي طفلها دون أن تشعر بأن تكرر مثلا خوفها من الزحام في الحج أو من ركوب الطائرة وخلافة, مما يزيد من مخاوف الطفل باحتمال عدم عودة أمه, ويستمر هذا الشعورطوال فترة سفرها.
> في يوم السفر عليها أن تودعه وتقبله وتتحمل بكاءه, فبكاؤه طبيعي ويجب عدم كبته وكل مخاوف الطفل الآن منصبة في أن الأم ذاهبة بلا عودة فيجب طمأنته من هذه الناحية بترك أجندة مثلا وبها الأيام التي سوف تغيب فيها الأم عن المنزل وتطلب من طفلها ان يطوي كل يوم يمر ويعد بنفسه الأيام المتبقية علي عودتها حتي تنقضي الأيام.
> يبقي الطفل طوال مدة السفر في اشتياق الي الهدايا فلا تنسي نصيبه منها واذا كانت له طلبات خاصة عليك بتلبيتها او مناقشته اذا بالغ في طلباته او اخطاره مسبقا بأنك لن تستطيعي احضار كل ما طلبه حتي لا يصدم عند عودتك بأنك لم تلب كل طلباته.
> الاتصال تليفونيا اكثر من مرة مفيد للغاية لأن التواصل الصوتي يشعره بالأمان وبالقرب ايضا ولا تكتفي بالاطمئنان عليه من الجدة أو ممن يقيم معه, فعليك ان تسمعيه صوتك وتطلبي منه اداء واجباته الدراسية بنفسك حتي يشعر إنك تتابعينه حتي عن بعد.
> وأخيرا لا تنسي تحضير أكلات الطفل المفضلة حتي لا يشعر بالنقص وترك رقم تليفون طبيبه الخاص مع المقيمين معه وايضا تجهيز ملابس العيد قبل السفر حتي لا يشعر بالنقص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق